
في تطور مأساوي جديد في النزاع الدائر في السودان، أفادت تقارير محلية بمقتل 23 شخصا وإصابة 60 آخرين في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور، نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع. تأتي هذه الأحداث في ظل تفاقم الوضع الأمني في الإقليم الذي كان يعتبر حتى وقت قريب مركزا إنسانيا مهما لاستضافة اللاجئين وتقديم المساعدات. ووفقا لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر، فإن القصف استهدف المدنيين بشكل متعمد، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.
اندلعت معارك عنيفة في المدينة منذ 10 مايو، مما أثار قلق الأمم المتحدة وتحذيرها من تحول خطير في مسار النزاع. وقد دعا مجلس الأمن الدولي في يونيو2024 إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة.
تتزايد المخاوف من تحول النزاع في السودان إلى أزمة إنسانية شاملة، خاصة مع خروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة، واستمرار الاتهامات الموجهة لكلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
حذرت الأمم المتحدة من أن الكارثة الإنسانية في السودان، التي تعمقت بسبب الحرب المستمرة، تهدد بالامتداد إلى المنطقة بأسرها. وجاء هذا التحذير بعد تقرير أممي أشار إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور، خصوصًا في مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر. هذا المخيم، الذي يضم حوالي 300 ألف نازح، أصبح يعاني من المجاعة نتيجة الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
منظمة الصحة العالمية نبهت أيضا إلى أن المجاعة قد تمتد إلى مناطق أخرى في السودان، بما في ذلك مناطق في دارفور وأماكن أخرى، ما ينذر بخطر أوسع يهدد البلاد.